من اللحظات الرائعة في حياتي تلك التي أقف فيها على قمة جبل قريتنا لحظة الغروب، تشعر و كأنّك تضمّ حبيبتك مغمضاً عينيك متأمّلاً مستقبلاّ تنموان فيه كلاكما . تغوص الشمس في الأفق، باسطة حبها على بساتين التفاح و أشجار الغابات
قلّة من الأجانب يعرفون هذا المكان؛ أولائك اللذين يعرفونه يصبحون جزء من العائلة. أعتقد ان هذه إحدى أروع ميّزات شعبنا – القدرة على المحبة بسهولة كبيرة و بلا شروط -. ربما هذا لأن جوهر السوريّين بسيط، أو ربما بسبب التاريخ المعقّد الذي عشناه.
كل انسان غير سوري زارنا، لديه غالباً ذكريات عديدة عن زيارته، لكن ما أحبّ أن أؤمن به هو ان دفء قلوب السوريّين ترك الانطباع الأكبر، و بالرّغم من كل الأحداث الجارية ستجد هذا الدفء في مجموعة من الشّباب يصنعون ما أمكنهن ليخفّفوا العبء عن بعض اللاجئين، أو في عائلات تمنح ملاذا لعائلات أخرى.
قريتي كانت موطناً لثلاثة آلاف نسمة. هذه الأيام تحوي أكثر من عشرة آلاف و في تزايد
بينما تتصارع بلدنا مع ذاتها، لا أستيطع إلا أن آمل أن يكوّن هذا الدفء إحدى الأساسات التي سنجتمع عليها كلنا و نعيد البناء. أنا فقط آمل