هاهو يلعب في حديقة منزله – كما كان يفعل طوال الخمس سنين الطويلة المملّة التي هي عمره – حين نادته أمه ليدخل. هكذا كان الحال في السنوات القليلة الماضية. لم يعد يسمح له باللعب خارجا عندما تتوسط الشمس السماء ولا عندما تغيب، فقط فيما بينهما.
هو يسمع أمّه تستعجله الدخول, لكنه يريد اللعب دقيقة واحدة بعد، خصوصا أنه يستمتع بالصافرات اللي تشبه الألعاب النارية. لقد أصبح معتاداً على سماعها الآن، لكن أمّه لا تسمح له ابدا بالبقاء لمشاهدة الألوان اللتي تأتي مع الانفجار، تماما كما هي تفعل الآن.
لكن اليوم هناك خطب ما، ” لماذا هذه الصافرات تقترب أكثر فأكثر؟” هو يفكر. يفترض بهم أن يرتقوا لأعلى و أعلى، وثم تنبثق كلّ الألوان منها. هو يظنّ أن حضور أمه خلفه شيء جيد كي تفسر له هذا الأمر، لكنّه فجأة لا يرى إلا اللون الأسود
دخل هو و أمّه قسم الاسعاف الّذي أعمل فيه، هي تصرخ و هو مسجّى ساكناً فوق جسدها الجريح.
“لماذا كلّ هؤلاء الرجال و النساء بلباسهم الأبيض يركضون باتجاهي، آه، لماذا يغرزون هذه الإبر بذراعيّ؟ لماذا تؤلمني الإبر لهذه الدرجة، أم ليست هي التي تؤلمني؟ لماذا يعبس ذلك الرجل في وجهي، و هل هذا صوت أمي تبكي؟ أقسم أني لن أعيد الكرّة، فقط أردت أن العب دقيقة أخرى.”
نظرت إلى عينيه الخضراوتين الكبيرتين، لكنه لم ينظر إليّ بدوره. أمه التي في نلك اللحظة بدت ميتة بقدره، تعيد و تكرّر مرارا: “تأخرت فقط دقيقة واحدة.”
و ها هو رقم جديد لنضيفه – أم أنه ليس مجرد رقم؟
Pictures: Featured Image: Ed Hunsinger, Top photo: Paul Nicholson