كانت الايام حالكة حانقة في حلب تعب داخل تعب.. لم استطع الهروب من واقعي الا وازددت توترا و جنونا
دوامات و دوامات مئة نبضة في كل مسام من مسامات جلدي كيف الهرب ؟؟
وكل انواع التعب و الرعب نبتلعها قضمة وراء قضمة و كل قضمة اشعر بها تجر من عمري مئة عام .. تسقط القذائف لتحيل الشوارع و الدماء الى سيرك غريب نجتمع في ممر منزلنا الضيق نحتمي يه لتمر عاصفة الجنون “ببعض الضحايا” التي يقللون من قيمتها كما يشاء لهم. رددت عبا تشجيعية كثيرة لنفسي دون جدوى يتكلمون معي احاول التركيز والاستماع كلماتهم لا تقع الا صدى لا افهمه! خفقات مساماتي تهز جسدي كالقشة اتلمس يداي اتلمس قدماي .. لا اهتزازاغمض عيني اشعر بالارض تحتي تهتز افتح عيناي .. لا اهتزاز لا اراه اشعر به .. جنوني بات وشيكا. ربما ان اشغلت نفسي بمشاهدة التلفاز فالحمد لله في كهربا اليوم
اشاهد التلفاز يكاد قلبي يتوقف عين على النافذة و عين على التلفاز لا متعة لا حياة، يسقط من رأسي حبسه أثبت بها شعري ترتطم على الارض انتفض كدجاجة اقف مرتعدة لأتمالك نفسي و انفاسي من جديد. اجر كرسي 20 مترا بعيدا عن التلفاز أقول لنفسي أأمن .. انوص عيني ربما استطيع قراءة ترجمة الفلم انظر الى فوق ارى سحلية معلقة على السقف تمد لسانها ارى روحي تطوف مني تنتثر ك غبار اسود تشير باصبعها علي الف صوت و الف نبضة أشفق على مظهري المثير للسخرية و الضحك فرأسي ممتد كسلحفاة تريد التقاط حروف من شاشة لا تراها اجر نفسي الى غرفتي حتى الجدران في غرفتي تهتز لم اعد استطيع التحمل..اقفلت جميع حسابات التواصل الاجتماعي فيسبوك واتس اب سكايب حتى الموبايل بدأت في الاستماع الى الموسيقى الصوفية ثم رقصت حتى على اشد الالحان خشوعا سبحت في عوالم اختلقتها بعيدة عن الموت. جزر و صحاري جبلتها بخيطان صوفية و اعتزلت و ابتعدت ونسيت نفسي وخيباتي في الحرب عشت في المرسم لم اخرج منه الا للنوم .. وقمت بمشروعي الصغير لأنهي اخر مرحلة لي في الجامعة مشروعي عن الوصال .. السمو و الحب .. العالم الذي انتشلني بصفاءه و نقاءه المشروع طباعة معدنية بتقنيات مختلفة
Images: Lyana Darwish