سجّلت أولى نقاطي في كرة السلة عندما كنت في السابعة من عمري. كنت قصيرة جدا و ذراعاي ضعيفتان، فلم تكن الكرة ذات الحجم المعتمد ذو القياس سبعة تصل الشبكة. اشترى لي والدي كرةً بقياس خمسة عوضا عنها، و قد سعدت جدا عندما سجلت مرة من خمسين محاولة.
قد صار لي في لعب كرة السلة 18 عاما، ولازلت أحبها. حتى انني أدرب أطفالا صغار. عندما بدأت اللّعب كانت لعبة عائلية فقد بدأت كل من أختي و ابنتي عمي باللعب معي بنفس الوقت. لكن مع مرور السنين أصبح زملائي في الفريق هم عائلتي و مدربي أصبح معلّمي.
اعتدنا السفر عبر سوريا للمشاركة في بطولات و للتباري ضد أندية اخرى، أولى رحلاتي كانت الى مدينة السويداء جنوب سوريا عندما كنت في التاسعة من عمري تقريبا و قد كان مدربي من اللّطف بأن أخذنا جولة في المدينة لنزور المعالم التاريخية و خصوصا الحجارة السوداء التي اشتهرت بها و كل ذلك طبعا بعد ان شربنا الحليب و تناولنا إفطارالأبطال.
بعمر الثانية عشرة كنت محظوظة كفاية لأن أشارك مع فريق دمشق. مرتين في السنة كنا نذهب في معسكرات تدريبية و نلعب ضد فرق من مدن أخرى. استمرت هذه المعسكرات حتى انتهيت من دراستي الثانوية.
أفضل ذكريات الطفولة كانت في تلك المخيمات. كنا نسافر الى مدن جديدة و نستكشف ثقافات جديدة و نمشى في شوارع جديدة و نتذوق أطعمة جديدة. كانت فرصة لنبتعد عن الارتباطات العائلية و نوثق معرفتنا بلاعبين من خلفيات متنوعة من الفرق لأخرى. مساءً كنا نعزف الدربكة و نغني و نتحادث طوال الليل. صحيح كنا نتنافس على اللقب لكننا أيضا نصنع صداقات ستستمر مدى الحياة.
و مع تقدمنا في العمر أخذنا أنا و أصدقائي ننظم رحلات عبر سوريا كي نستكشف أماكن جديدة. صيدنايا، معلولا، قنيطرة، رأس البسيط، تدمر – واللائحة تستمر. لولا كرة السلة، لما حفظت شوارع حلب ولا تمكنت من رؤية نواعير حماة.
اليوم و بالرغم من الوضع في سوريا، لازال الأطفال ينضمون الى النوادي لتعلّم هذه الرياضة. آمل انهم سيكبرون ليعيشوا تجربةً كاللتي عشتها و انهم سيحظون بالفرصة ليستكشفوا سوريا عبر كرة السلة.
Images: Masa Kateb, designed by Tamara Touma