عندما كنت طفلة صغيرة، كانت الرحلة الى البقّالية أروع نشاط في يومي. ربما لأنه كان يسمح لي بالذهاب و اللعب في الخارج والتخطيط لمغامراتي. أو ربما لأنني شعرت كأميرة، حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة. كان هناك بقالية معيّنة اعتادت أمي أن تأخذنا إليها، لم أعرف أبداً اسمها الحقيقي لكننا اعتدنا أن نطلق عليها اسم ” الشباب “. كان يديرها أربعة أشقاء، يختلف كلّ منهم عن الآخر بشكل كبير، و لكن لديهم شيء مشترك فقد كانوا جميعا لطفاء جدا. في كلّ مرّة كانت تأخذني والدتي معها، كانت تطلب منّي أن أجد شيئاً ما من قائمة التسوّق لكي تشغلني، و بعد أن أنتهي من الركض في البقالية، أحد هؤلاء الشباب كان ينزل إلى مستواي ويسحب ببطء شيئاً من وراء ظهره؛ كانت سكّرة، دائما كانت سكّرة. ثمّ كان ينظر إليّ ليرى ردّة فعلي. لم أكن آخذها فوراً؛ كنت خجولة قليلاً. كنت أنظر إلى امي لأحصل على موافقتها أولاً، و كل مرة كانت تسمح لي بأخذها. في تلك اللحظة كنت أشعر بأنني اميرة صغيرة . حاليا لدي أخت صغيرة، عمرها أربع سنوات فقط. سعادتها بأصغر الهدايا تساعدني أن أقدّر الأمور البسيطة في حياتي. وعندما استرجع ذكرياتي اتفهم القوة التي امتلكتها بادرته اللطيفة. لم تكن فقط وسيلة لرسم الضحكة على وجه طفل، بل أيضا طريقة لإسعاد يومه