في 2002 كنت أعبر ملكة الأنهر، الفرات، مع صديقتي العزيزة سيلينا، و هي امرأة هولنديّة.
أتعلم عندما تعبر نهرا، و ترى شخصاً ما، و تعلم أنك إن توجهت حول ذلك المنحنى من النهر، و هم استمرّوا بالجري على طول الضفة، ستلتقيان في هذه النقطة؟ هذا ما حدث.
امرأة و طفلاها كانوا يركضون بمرحٍ على طول الضفّة. التقينا، و الطفل الصغير بعمر سبعٍ أو ثماني سنوات أمسك بمقدمة القارب. الطفلة كانت تقريبا في الثالثة عشر من العمر و كانت خجولة جدا، كانت تسترق النظر إلينا دون أن تنظر مباشرةً. أحسست بالكثير من الأسئلة في عينيها لكنها لم تقل شيئا.
أمّها كانت امرأة بسيطة جدّا و جميلة تدخّن لفافة تبغ ثخينة. سألتنا:
من أنتم؟ من أين أتيتم؟ من أين حصلتم على هذا القارب؟ أين تنامون؟ ماذا ستأكلون؟ لماذا ترتدون هذه البزّات المضحكة؟
و، هل تحبّون سوريا؟
و نعم، لقد احببنا سوريا، و قد أخبرناها بذلك، و سألناها الكثير من الأسئلة، أين تعيش و كم طفلا لديها، و غيرها. و بعد أن قضينا نصف ساعة مكاننا نتحدّث، توجّب علينا الرحيل.
فقلت للصّبي، ” ادفعنا ” و دفعنا الى عمق النهر حيث كان التيّار قويّا فسحبنا بسرعة. استدرت لأودّعها، كانت تشدّ إصبعها بقوّة، و نظرت إلي ثمّ برمية واثقة رمت لي خاتمها قائلةً “تذكّريني”.
ثمّ ابتعدنا بسرعة، لكنّني أمسكت خاتمها، أمسكت يدها في يدي. كان طلبها في الحقيقة أمراً. فبذلك كتابي كبر ، ليس فقط بتلك القصّة، إنّما أيضا بلقاءات أخرى مع أناس رائعين في سوريا، قالوا لي ” تذكّريني “.
” تسمية مهمّة ، و قد كانت لحظة مذهلة Remember Me…”
كما دوّنت الأربعاء، 9، أيلول 2015 Syria – Remember Me.
كتاب ديبرا، مجموعة من الصور المأخوذة عبر عقدين من الزمن. نُشر في تشرين الثاني Remember Me
Images copyright: Deborah Felmeth