في منحنى الطريقٍ عندَ البيدر القريبْ
كانتْ تطيرُ ضحكةٌ والشمسُ في المغيبْ
كأنها زغرودةٌ
لا بلْ كأنّ البلبلَ الشادي يغني و يغيبْ
لكنّها ضحكتنا
من نكتةٍ صماءَ ألقاها صديقٌ بلْ حبيبْ
وهكذا نغيبْ
نغيبُ بعد نكتةٍ و نكتةٍ نغيبْ
*********
على جدارِ بيتنا القديمْ
تلاحظُ الصورْ
فتقرأُ التاريخَ من خلالها
وتقرأ العبرْ
فكلّنا يسطرُ الأحداثَ و التاريخْ
على رصيفِ الضيعةِ
على جدارِ بيتنا
وبيتهمْ
على جدارِ الجامعِ العتيقْ
و في جوارِ البركةِ
**********
ضيعتنا تجاورُ المريخَ و القمرْ
ضيعتنا كثيرةُ الخيراتِ و المطرْ
وديانها عديدةٌ خضراءْ
سماؤها صافيةٌ زرقاءْ
و أهلها يقدرون بعضهم في الحربِ والسلامْ
أطفالها أنشودةٌ و بسمةٌ على مدى الأيامْ
**********
نعانق الظلامُ ثمّ يظهرُ القمرْ
و نحن ساهرونَ عند منحنى الطريقْ
نلعبُ النطةَ أحياناً، و أحياناً سمرْ
نعقدُ الدبكاتِ في وسطِ الطريقْ
و تلمعُ النجومُ ثمّ يختفي القمرْ
فلا ترى في الكون شيئاً ما عدا البريقْ
و نحن لا نكلّ لا نملّ لا نبدي ضجرْ
و عندها نودعُ الرصيفَ، أم نودعُ السهرْ
نعانقُ الفراشَ بل نفرّغُ الطريقْ
لعاملٍ مبكّرٍ، و خلفَهُ مزارعٌ عتيقْ
**********
و هكذا نستقبلُ الشتاءْ
نستقبلُ الثلوجَ و الأمطارْ
وهكذا نستقبلُ المساءْ
لنسمعَ الحكاويَ الطريفةْ
منْ جدٌتي النحيلةْ،
وجديَ المغوارْ
و في النهارِ نجمعُ المياهَ في السواقي
ونبنيَ السدودْ
و نصنعُ الناظورَ منْ طينٍ و منْ زجاجِ
و ننحتُ الأسودْ
نمثلُ الأستاذَ و الطلابْ
و نقرأُ العلومَ والحسابْ
و تدهشُ العقولُ و الألبابْ
وكلّها ألعابْ
*************
ماأجملَ الحياةَ في الطفولةْ
ما أجملَ الأطفالْ
شفاههم تهمسُ بالبراءةْ
عيونهم تنطقُ بالآمالْ
أعمالهم تنمّ عنْ ذكائهمْ
إن نمتّْ الأعمالْ
ما أحملَ الحياةَ في الطفولةْ
ما أجملَ الأطفالْ
*************