كانت كل مباريات الدوري السوري تُلعب يوم الجمعة، فكنا ننتظره بكل حماس لأننا نحب كرة القدم كثيراً
لدينا في حلب فريقين في الدرجة الأولى، هما الحرية والاتحاد. القليل من ال6 مليون حلبي يشجعون الحرية، اما الاتحاد فيشجعه كثيرون. فكل مباراة لا يقلّ الجمهور عن ال40 الف مشجع، مع العلم ان الملعب القديم يتسع فقط ل25 الفاً، ومع ذلك ترى الملعب ممتلئاً في كل الظّروف، في البرد في الامطار و في الحر الشديد. حتى افتتح استاد حلب الدولي الذي يتسع ل 75 الف متفرج، عندها اصبحنا نذهب إليه كل أسبوعين.
عندما نقرر الذهاب إلى الملعب لمتابعة فريقنا الاتحاد، و الّذي نعشقه بجنون، كنا نتفق يوم الخميس، فكل صديق يملك سيارة يأخذ معه بعضاً منّا، فنزين السيارات بالعلم الأحمر وصور لاعبي الفريق. بعض أصدقائي يلونون وجوههم باللون الاحمر، كنت اعتبره جنوناً، لكن جميلٌ ان يكون الشخص مجنوناً أحياناّ. كنّا نذهب يوم الجمعة قبل بدء المباراة بساعة علّنا نجد مقاعد تكون الرؤية منها أوضح، ثم نبدأ بالغناء والضجيج والأمواج المكسيكية الممتعة ليشعر فريقنا بنا فيلعب أفضل من أجلنا، وأحياناً ندبدب بأقدامنا على الارض فمن شدة الصوت تظن أن الملعب سيسقط، كنت اظن أن هذه الحركة تخيف الفريق الآخر فيتشتت تركيزه فتكون المهمة أسهل على فريقنا.
بين الشوطين بعضنا يذهب لتناول بعض الكعك أو شرب الكولا و بعضنا يذهب للصلاة والكثير من الناس لا يريدون أن يتحركوا من أماكنهم لشدة تأثرهم بالنتيجة وتخوفهم ممّا سيحدث في الشوط الثاني، فإن سجل فريق الاتحاد هدفاً يشتعل الملعب وكأن الحياة عادت للناس بعد غياب.
وعندما تنتهي المباراة نخرج جميعاً للشارع فإن كان فريقنا فائزاً نحتفل وإن كان خاسراً يبقى الجميع صامتا،
ومن شدة الازدحام لا تكفي المواصلات الجميع فيُضطرّ الأكثرية للمشي ساعة أو أكثر حتى يصلوا بيوتهم او أن يجدوا سيارة أجرة أو من يقلّهم ونبقى طويلاً نتحدث أنا واصدقائي، عن سبب الخسارة أو سبب الفوز.
أذكر عام 2010 فاز فريق الإتحاد ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي. كانت المباراة النهائية في الكويت، فتابعناها على التلفاز.
شقتي صغيرة لكن سطح منزلنا كبير فوضعته هناك ليتسع المكان للجميع، جلسنا جميعاً نشرب الكولا والشاي. انا لا ادخن أمّا أصدقائي فمعظمهم مدخنون، لكنّ المباراة كانت أهم فلم أفكر كثيراً برائحة الدخان كما أن السطح مكشوف
كان التعادل مخيفاً واستمر للدقيقة 70 تقريبا حتى سجل الفريق الكويتي هدفاً أحبطنا جميعاً لكن سرعان ما سجل فريقنا التعادل ففرحنا كالمجانين
ثم مُدّدت المباراة شوطين إضافيّين وبقي التعادل سائداً ثمّ ركلات الترجيح… كنا خائفين ومضطربين فركلات الترجيح تعتمد على الحظ
لكنّ فريق القادسية الكويتي أضاع ضربة سجل بعدها لاعبنا و هو أصغر لاعب في البطولة ذو ال17 عاماً رضوان قلعجي الركلة الأخيرة وكان الفوز حليفنا.
كنا سعداء جدّاً بالفوز. كان يوماً رائعاً بالنسبة لنا، احتفلنا لساعات، و حين عاد الفريق خرج كثيرون ليستقبلوه في المطار و يحتفلوا معه بالكأس.
مازن بيطار