تم إعداده من قبل د. نا مصطفى و السيدة حياة عيزوقي (مدرسة متقاعدة)
يعتبر كعك العيد من أهم الحلويات السورية التي يتم تحضيرها بمناسبة عيدي الفطر والأضحى؛ ويعتبر البيت الذي لا تعبق به رائحة شواء الكعك بيتا لا يزوره العيد.
أتذكر كيف كانت عائلتي تقوم بتحضير الكعك حيث كانت أمي تقوم بتحميص السمسم أولاً ومن ثم دق بهارات الكعك (شمرة، يانسون، محلب، وقليلا من جوزة الطيب) بالهاون أو بطاحونة القهوة اليدوية، ثم تقوم بنخل الطحين في وعاء كبير مصنوع من الخشب كان يسمى “القصعة”، وبعد ذلك تضيف السمنة العربية والسكر والبهارات المذكورة سابقا والسمسم وحبة البركة (وتسمى أيضاً الحبة السودة) والخميرة التي كانت عبارة عن قسم من عجينة الخبز التي تم تخزينها لاستخدامها في صناعة الخبز. وليكتمل تشكّل عجينة الكعك، كانت أمي تضيف الماء وتقوم بالعجن والعرك حتى تتماسك العجينة جيداً. كل ذلك كان يتم تحت إشراف ومتابعة دقيقة من جدتي حتى تكتمل العجنة. لم تعرف جدتي يوماً المكاييل، وكل ما كانت تضيفه لعجينة الكعك كانت يعتمد على حدسها وخبرتها التي تراكمت عبر الأجيال.
بعد اكتمال تشكل عجينة الكعك، كانت أمي تدعو صبايا الضيعة كي يشاركن بتشكيل وخبز أقراص الكعك. بما أن الكهرباء لم تكن بعد مؤمنة في القرية في سيتينيات القرن الماضي، كانت عملية طهي الكعك تتم في التنور وهو نوع من أنواع الأفران الطينية التي يشوى بها الخبز والمعجنات ويستخدم الحطب كمصدر للوقود فيه.
بعد انتهاء شواء أقراص الكعك كانت أمي تضع اﻷقراص في وعاء كبير مصنوع من القصب كان يسمى “النقّال” وتجلس لتتفقد اﻷقراص إن علق عليها بعض التراب من جدار التنور.
حتى الآن، يحظى كعك العيد بأهمية خاصة لدى الكثير من السوريين ويرتبط بكثير من الذكريات العائلية. لكن طقوس تحضير الكعك وأهميته لدى الجيل الجديد تغيرت بسبب توفر العديد من أصناف الحلويات والمعجنات. يضاف إلى ذلك التقدم التكنولوجي وتوفر اﻵلات الكهربائية التي أراحت ربات البيوت من الكثير العناء بالتحضير، حيث صارت كل ربة منزل تستخدم اﻷدوات الكهربائية لتشكيل وشواء الكعك بمفردها ودون الحاجة لمساعدة أحد
🌿
كتبها حياة عيزوقي