في دمشق عام 2010، ودع سامي والده الى بلده الثاني بريطانيا، على امل ان يعود الى مدينة الياسمين في صيف السنة المقبلة(2011)، ولكن امله خاب
حلت رياح الربيع العربي ارض سوريا وبدات الامور تتصاعد عسكريا يوما بعد يوم بشكل ﺟﻨﻮﻧﻲ، و بدا الدم يراق دون حسيب، وآهات الالم والخوف تزداد يوما بعد يوما، واما الانسان الأعزل فصدم من هول ما جرى، ولم يجد امامه سوى الهرب الى ما وراء الحدود.
لم يكن الخوف نصيب من هم في داخل اسوار الوطن فقط ، وانما تسلل هذا الرعب الى صدور ابناءه المغتريين في الخارج. سامي واحد من الالاف الذين بحثوا عن سبل النجاة لعائلته في السفر الى بلد عربي كمصر
جاء موعد الرحيل ، الا ان الاب اصر ان يبقى في دمشق ، رغم كل المحاولات في ثنيه عن قراره
انطلقت السيارة من دمشق الى مطار بيروت حيث موعد حجز التذاكر والفراق، على ابواب بيروت ،وما بين الخط الفاصل بين البلدين، احتبس الجميع دموعه، وفي قرارة انسفهم يسألون انفسهم هل من عودة الى ارض الشام
لم تكتمل فرحة سامي بوصول العائلة الى القاهرة بغياب الاب ، فكان يراوده شعور غريب وحنين تجاه والده الستيني ، وشعر ان من واجبه ان يحاول من جديد في اقناعه باالالتحاق بهم في مصر
كرر سامي من جديد اتصالاته مع والده بنبرة من الخوف، وحزنه يزداد عليه كلما انطلقت اصوات المدافع والدبابات التي تجتاح كل مكان وتحصد الارواح من الشيوخ والنساء والاطفال
كان يسأل نفسه ما سبب رفض والده السفر الى مصر ؟ اهو الحفاظ على الممتلكات من السرقة والنهب ، ام شعور الخوف من المجهول في بلد ينظر اليك كشخص لاجى، ام ان هناك شي اخر
كان الاب يعشق تراب وطنه ،فرحيله، يعني خروج الروح من الجسد، كلحظة موت مباغتة . فمنذ 13 عاما افتتح مدرسة خاصة للاطفال ما دون السادسة، مصرا ان لايقفلها حتى ولو وصلت عليها نيران الحرب، كي لا تنقطع سبل العيش للاساتذة التي يدرسون فيها،ولكي يستمر مشروع التعليم مهما كانت الظروف سيئة.
اثر الاب النوم وحيدا في ارض اجداده على النوم ضيفا في بلاد الشقيقة، وفضل ان يعيش الالام والاحزان على سعادة في الغربة
ادرك سامي اخيرا ان قرار والده مصيري وليس بامكانه فعل اي شيئ، إلا ان يدعوا له بالسلامة والصحة وللوطن بالسلام والامان