الجميع يتحدث عن الموت في البلاد. وأنا لا أذكر إلا صديقةً لي هناك تنفخ في الترومبيت. أذكر جيداً كيف كانت ترفض السفر رغم وضعها الأمني الحرج. أذكر كيف أطلعتها وحدها على فصلٍ من المسرحية التي أعمل عليها وبدأنا معك بتحضير موسيقاها بآلتها النحاسية الدافئة.
أذكر جيداً ما قالته لي قبل أن أغادر البلاد.:
” اللي بينفخ الترومبيت بيكون نفسه طويل … وأنا نفسي كتير طويل ماني طالعة من البلد” وبعد شوية صمت كملت :”لازم يضل في موسيقا بالبلد !”,
لن يكن وداعي بها سلاماً . بل كانت قطعة موسيقية بآلتها .. موغلة في الشغف