أجمل ذكرياتي؛ ذكريات طفولتي ذكريات اللعب واللهو، الصّداقه الحقيقية التي افتقدها في بلاد الغربة.
مدينتي القامشلي، تلك المدينه الصغيره في مساحتها وشوارعها الفقيرة وبيوتها الصغيرة، أراضيها الخضراء الجميلة.
منزلي الصغير وورد الجوري والياسمين تحيطه، جلسات السهر مع العائلة والاصدقاء. ذكريات، ولكنها من أجمل الذكريات
ثم بدأت حرب في هذه البلاد كان ثمنها باهظ جدا على مجمل الشعب السوري، كان ثمنها الموت والتشرد والخوف ومجرى من دماء. وانا ككل سوري اصبح الخوف يلاحقني، و لم يعد الخوف على نفسي فقط بل على كل من حولي.
ظلام يغطي عالمي، رائحة الموت تفوح في الأجواء، أخذ الموت أعز الرفاق و أصبحت بلادي بلد الموت بلد الخوف بلد الظلم، فبدأت افكر بالخروج منها لان وجودي خطر علي وعلى أهلي، حتّى أن ابي الستيني طلب مني الرّحيل و هو بأمسّ الحاجة لي.
دخلتُ تركيا للبحث عن أشخاص درست عنهم ولكن لم اتخيل انه سيأتي يوم وأقابلهم وجها لوجه، هم تجار البشر.
او ما يسمى “المهربون” فتعرفت على شخص اخذني الى اليونان، أخذني معه دون اهتمام بهذا الانسان الذي ينقله، فقط بالمال.
وصلت اليونان و فيها تاكدتّ أن انسانا بلا وطن، بلا عنوان، هو فاقد انسانيته هو عبد هو كائن مستغل من وحوش هذا الزمن. المهرب، مالك المنزل، اي شخص في اليونان كان يتخيلني يورو يمشي أمامه، أنا هدف سهل.
فعلا انا هدف سهل،أمضيت أربعة أشهر بمبلغ ضئيل، بلا عمل، غريق يبحث عن قشة، سجين يبحث عن بصيص امل، بين مهربين لا يهتمون الا بالمال ولا يعنيهم إرهاقي أو مرضي أو موتي، مهربين يضعونك في توابيت وانت حي وفي صناديق داخل الشاحنات.
بعد معاناتي والمخطر التي تعرضت لها وصلت الى المانيا وصلت الى بلد يحترم الحريات الى بلد ابحث فيه عن استقرار لي ولعائلتي.
Featured image: Laura Manning; main image: David Bakker, via Creative Commons