ترجمة فراس الحوّات
مقابلتي الثانية، تلك التي يدعونها تكميلية، مع دائرة الهجرة في بريطانيا كانت في شهر تموز. في هذا المقابلة وجهوا لي العديد من الأسئلة، عشرون سؤالاً منها كان يهدف للتأكد من هويتي السورية.
وجدت الأمر مضحكاً، فبعض الأسئلة كانت جيدة لكن العديد منها كان بعيداً تماماً عن حالتي. أيّ شخص يريد الادعاء بأنه سوري كان سيتمكن من إيجادها على الإنترنت.
طلبوا مني أن أعدد الدول المجاورة لسوريا. عندها، نظرت إلى المحققة وقلت لها: “أعرف أن ما سأقوله سيبدو نوعاً ما تهرباً من الإجابة لكن أتتكلمين بجد؟” قالت: “حسناً، أيمكنك فقط أن تجيب على السؤال من فضلك؟”
بعد ذلك طرحت عليّ بعض الأسئلة التي كانت أفضل قليلاً. على سبيل المثال سألتني عن أسماء بعض الشوارع. ليسوا كثرا من سيعرفون أسماء شوارع معيّنة في دمشق.
أعلم أن هذا الموضوع منطقي فهم بحاجة ليتأكدوا أنني ذات الشخص الذي أدعيه، وأنا بالتأكيد لا أريد أن يأتي أشخاص غير سوريين إلى هذا البلد مدّعين أنهم سوريّون ثم يقومون بارتكاب أفعال سيئة.
بالرغم من ذلك، جعلني هذا الموقف أشعر أن هناك من يحاول إثبات أنني لست سورياً، أن يسلبني هويتي. لو كنت مكانها لما سألت عن البلدان المجاورة لسوريا، فهذا سؤال سهل. هناك العديد من الأسئلة التي لما أمكن إيجاد أجوبتها على الانترنت.
إن كان الأمر لي لسألت عن الطعام؛ كنت سأوجه السؤال التالي: “كم مرة في الأسبوع تأكل الشاورما وكم مرة تأكل الفلافل؟” الجواب الصحيح كان سيكون بالطبع لا يمكن أن يمر أسبوع من دون تناول الشاورما أو الفلافل، فهذا شيء في دمنا.
كنت لأسأل أيضاً: ” ما أكثر ألعاب الورق شعبية؟ كم سعر بطاقة الباص في دمشق؟ و ما نكهة النرجيلة التي ابتدعها السوريون؟
كبار السن في سوريا يدخنون نوعاً محدداً من نكهات النرجيلة معروف باسم التمباك، وهم يدخنون ذلك في المقاهي، إلا أن الشباب لا يحبون التمباك فهو قوي جداً، عوضاً عنه يفضلون ما يسمى تفاحتين.
بإمكاني أن أضمن أن السوريين هم من اخترع هذه النكهة. صحيح ليس لدي دليل على ذلك لكنني متأكد.
Featured image: David Kotal.