كيف يمكن أن تصف لأحد، عربي أو غير عربي، علاقة أبناء حلب بصباح فخري؟ قد يشرح مكانته حقيقة كونه الفنان الوحيد المعروف على صعيد واسع لتقديمه فنًا محليًا، سوريًا كان أم حلبي على وجه التحديد، فأغلب إن لم يكن كل المغنين والمغنيات المعروفين من سوريا يقدمون أغنيات بلهجات مصرية ولبنانية وخليجية، لا فنًا سوري سوري. أو، هو المغني الذي يستمع إلى أغانيه جدك وجدتك، ويغني أغانيه خالك في جلسات عائلية، وهو نفس المغني الذي تغني أغانيه في الـ “هوب هوب” مع رفاقك المراهقين في الكشافة منطلقين نحو مخيم ريفي.
هو المغني الذي جعل أغاني تراثية قديمة بل بعضها مغرق في القدم حية عصية على الموت والنسيان، حتى دون تسجيلات شديدة النقاء أو مترافقة مع فرق موسيقية ضخمة وتوزيع معاصر، أغان تكتشف ببساطة أنك تحفظ كلماتها وألحانها دون أن تذكر متى وأين وكيف حصل ذلك. فنان لم يقم حفلًا منذ 10 سنوات، لكنه شخصية توحد السوريين أو تكاد رغم كل الانقسامات التي عرفوها خلال هذه السنوات. قد لا يكون معروفًا على الصعيد العالمي كأم كلثوم أو فيروز، لكنك تشعر باعتزاز صعب التفسير، مصدره إعجاب أم كلثوم الشديد بصباح فخري وطلبها أسطواناته من الشام، ورأي عبد الوهاب الذي قال لفنان حلب: “مثلك بلغ القمة، لا يوجد ما أعطيك إياه”!
روجيه أصفر