Image default
Home » أسماء الراشد | كاتبة
ذكريات الفنون

أسماء الراشد | كاتبة

 وُلدت أسماء الراشد في محافظة درعا جنوب غرب سوريا، وتوقفت عن تلقي التعليم الرسمي عندما تزوجت وهي في الرابعة عشرة من عمرها. فرت من سوريا مع زوجها وابنتيها الأكبرين في عام 2012 إلى مخيم الزعتري للاجئين في الأردن. 

بحثًا عن المكان الآمن بعيداً عن آليات القصف والدمار وبعد رحلة سنتين من الاكتئاب وفقدان الأمل والشغف بدأت أسماء بانتشال نفسها وعائلتها وأيضاً بتقديم الدعم لمجتمعها المحلي،

 عن طريق قراءة القصص للأطفال كونها أصبحت سفيرة لمنظمة “نحن نحب القراءة“، بعد أن تلقت تدريب للقراءة بصوت عال 

وفي النهاية قامت بنشر قصصها الخاصة في مجلات المخيم. يظهر مشروعها “لنقرأ” الذي ركز على تمكين الفتيات المراهقات في الفيلم الوثائقي الحائز على جوائز “راوية الحي” (2022). الآن وبعد استقرارها في نيرفيه بفرنسا، تحدثت أسماء مع “قصتنا” عن رحلتها حتى الآن وخططها لمواصلة الكفاح من أجل تعليم الفتيات.

في الفيلم، نرى أنك تشجعين الآباء، وخاصةً الآباء الذكور، على السماح لبناتهم بالمشاركة في برنامج القراءة. كيف كان موقف عائلتك تجاه القراءة والتعليم عندما كنتِ تكبرين؟
والدي كان معلمًا في المدرسة الابتدائية، وبالطبع، كان من رسائله تشجيع تعليم الأطفال والناس بشكل عام. 

أؤمن بأن لدى الجميع القدرة على التكيف وتقبل التغيير إذا أرادوا وبذلوا جهدًا ليكونوا جزءًا من المجتمع الذي يعيشون فيه.

أنا محظوظة كوني والدي لم يكن عنيفاً معي لكي اترك المدرسة  . وعلى الرغم من ذلك لم يكن بإمكاني إكمال تعليمي في ذلك المجتمع الذي لا يشجع تعليم الفتيات بحجة أنه يخاف على الفتيات من التعليم . لم يكن هناك ما يشجع حتى في المدرسة عندما كنا نذهب نتلقى تلك الجمل من المعلمين أو المعلمات الذي عددهن قليل جداً متى ستتزوجن وتتركن المدرسة لن تستفدن شيء بالنهاية ستذهبن الى ازواجكن

 كان  التعليم إلزامي فقط حتى الصف السادس، لذا فإن الكثير من الفتيات لا يواصلن دراستهن. بشكل عام، لا يهتم الآباء بتعليم الفتيات بقدر ما يهتمون به لأنهم يعتقدون أنهنَّ يمكنهنَّ اتخاذ مسار آخر مثل الزواج أو أن يصبحن ربات بيوت. ويُعتبر الاعتناء بالمنزل نوعًا من التعليم أيضًا.

ملصق فيلم “راوية الحي” (2022). 

هل واجهتِ عقبات مماثلة في تعليم الفتيات في مخيم الزعتري كما هو الحال في سوريا؟
نعم، الأهل في سوريا جلبوا هذا النوع من التفكير معهم إلى مخيم الزعتري. ومع ذلك، كانت المنظمات الإنسانية التي تعمل في المخيمات صارمة مع العائلات لمنع زواج الأطفال، وكانت تروج لقيم أكثر غربية. الزواج المبكر أيضًا غير مسموح به بموجب القانون الأردني. كل هذا الضغط الذي مُورس على الأهالي أحدث تغييرًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يزال الكثير منهم يعتقدون أن تعليم الفتيات ليس بهذه الأهمية، لذا لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به، ولكن الأمور تتقدم وتتغير.

ما الذي دفعكِ للمشاركة في الفيلم وعرض قصتكِ؟
أثناء نشأتي، كنتُ أمتلك موهبة في سرد القصص 

لطالما تعرضت للسخرية من أقراني بسبب أنني كنت غالباً كثيرة التحدث مع الاشجار والغيوم والطبيعة . كنتُ أيضًا مستمعة جيدة لكل من حولي ومع ذلك لم يكن لدي الكثير من الأصدقاء وكنت خجولة جداً ومنعزلةعن من حولي وكنت اتعرض للتنمر بشكل دائم، ولكن عندما كبرت وبدأت أفهم قانون الحياة فهمت أن ما أنا عليه يسمى ضعف ولن احصل على فرصي بالحياة ما دامت شخصيتي منعزلة بهذا الشكل ولا بد من كسر حاجز الخوف من كوني فتاة . بالفعل هذا ما حدث بعد سنوات لدي الكثير من الأصدقاء أكون سعيدة دائمًا بالاستماع إليهم  وهم غالباً  كانوا يأتون إلي بمشاكلهم. 

أنا متحمسة جدًا لتشجيع الناس على الاستماع وتبادل القصص مع بعضهم البعض. مع مرور الوقت ومن خلال المنظمات التي عملت معها، اكتشفتُ مدى أهمية سرد القصص

بما في ذلك قصصي الخاصة لم تعد صدمات ونقاط ضعف بالنسبة بل أصبحت نقاط قوتي ا ساعدتني على اخذ فرصي من هذه الحياة واخرجت مني شخصيتي الحقيقة التي أحب .

 إحدى القصص التي أحب مشاركتها هي قصة زواجي المبكر، والتي أعتبرها مهمة بشكل خاص لكي تتعلم منها الفتيات الأخريات وتشجعهنَّ على مشاركة تجاربهن الخاصة بالزواج في سن مبكرة. الآن، أشعر أنه ليس لدي أي خجل من مشاركة قصصنا، حتى لو كانت مؤلمة، لأنها طريقة للتعلم من خلال بعضنا البعض. 

لذلك أنا اعتبر الفيلم هو كان فرصتي لإيصال صوتي للعالم وخاصة للفتيات والنساء في كل مكان ومن كل الفئات المجتمعية . وإيضاً الصورة التي يروج لها الإعلام عن اللاجئين لم تكن تعجبني في كثير من الأحيان لأنها تظهرنا بشكل سيء أي اننا أشخاص ضفعاء نعم نحن نمر في مرحلة ضعف لا شك في هذا لكننا بحاجة للدعم والمساندة أكثر من الشفقة والتقاط الصور الحزينة لنا أو إظهار الأطفال اللاجئين بمظاهر غير لائقة كل هذه الأمور كانت تشعرني بالحزن الشديد لأن الواقع نختلف عما نراه في الأعلام غالباً . 

أطفالي يمنحونني الأمل في هذه الحياة، وكأمهم وقدوتهم، أستمد طاقتي منهم. بعد أن أنجبتهم في سن مبكرة، أشعر في كثير من الأحيان أنني صديقتهم، خاصة مع تمارا ومايا.

ما هي القصص التي أثرت فيكِ أكثر؟


أنا كاسماء لم انعزل عما يحدث في سوريا أنا يومياً استمع لقصص المعتقلين عبر الإنترنت بقدر ما هذا يؤلمني بقدر ما استمد القوة من هؤلاء الأبطال وايضاً هذا يدفعني لتقدير ما أنا عليه

 وايضاً القصص اليومية من التجول في المخيم ورؤية كيف تغيرت حياة الناس. مجرد رؤية الظروف في المخيم يغير كل شيء بداخلك. شيء اكتسبته من ذلك البيئة هو تحسين عاداتي في القراءة. كنت أقرأ كهواية، والآن أصبحت القراءة بالنسبة لي أكثر من ذلك فهي علمتني كيف اعيش

 وكيف اخاطب واحاور الآخرين وكيف اربي أطفالي وكيف اتعامل مع الناس وكيف ادافع عن المظلومين ، كنت أبحث دائماً  عن كتب يمكن أن تغير حياتي وتلهمني. 

قصص مثل قصة ملالا يوسفزاي وكيف ناضلت من أجل تعليم الفتيات، وتقبلت صراعاتها، وتغلبت على مخاوفها . 

عرض فيلم “حكواتي الحي” الذي تستضيفه أكاديمية روبرت بوش في برلين. من اليسار إلى اليمين: الدكتورة رنا دجاني (مؤسسة “نحن نحب القراءة”)، وأسماء، وأليخاندرا ألكالا (مخرجة فيلم “حكواتي الحي”).

وأيضاً أشعر بالشغف والإلهام حين إقرأ كتب للكاتب أدهم الشرقاوي مثل كتاب رسائل من القرآن أو حديث المساء
مررت بتجارب اعتبرها صادمة الزواج في سن صغير الانتقال من بيت الى بيت وتحمل مسؤولية العائلة وأن أكون أم ايضاً  كان عبأ كبير علي في تلك الفترة أعتقد أنه أثر على نفسيتي بشكل سلبي نوعاً ما كنت دائماً انظر من شرفة منزل عائلة زوجي لكي أشاهد الفتيات العائدات من المدرسة كان بالنسبة لي أكثر منظهر يثلج صدري  الموقف الثاني الذي اعتبرها كان اختبار لمدى قوتي كفتاة وكان صادم لي هو أثناء اعتقال والدي كان مشهد صعب أن أرى والدي معتقل من قبل قوات النظام السوري كنا نقف وننظر إليه  ونحن لا نستطيع فعل شيء  واتذكر أن والدي كان يبتسم ويقول أنها الثورة ولا بد من دفع الثمن لأجل الحرية وايضاً في السنوات الأولى للجوء في مخيم الزعتري

 تعرضت لإجهاض قسري نوعًا ما. لم أكن أعرف كيف أطلب من الأطباء العلاج الذي من شأنه أن يسمح لي بالاحتفاظ بالطفل.  هذه التجارب جعلتني أتساءل عن قوتي وكيف يمكنني استخدامها من الآن فصاعدًا.

 لذا عندما أتت فرصتي لأخذ تدريب نحن نحب القراءة مع الدكتورة رنا الدجاني شعرت وأنها الفرصة التي لا تعوض لذلك سارعت للتسجيل والحصول على هذا التدريب لذلك أنا أستخدم كل هذه القصص لتعزيز نفسي أولاً وبعدها تعزيز قوة مجتمعي لأنه بأعتقادي من لا يستطيع مساعدة نفسه لن يستطيع مساعدة الناس من حوله على الإطلاق

أنتِ تستخدمين هذه القوة الآن لمساعدة الآخرين. إحدى الطرق التي اخترتِ القيام بذلك هي كتابة قصص للأطفال. هل يمكن أن تخبرينا المزيد عن ذلك؟


كما ذكرت سابقاً حصلت على تدريب من الدكتورة رنا دجاني وبدأتُ بقراءة القصص لمجموعات من الأطفال. 

كنتُ أقرأ لهم بشكل أساسي قصصًا خيالية لنقلهم بعيدًا عن الواقع وتشجيعهم على التخيل. بعد ذلك، كان الأطفال يأخذون الكتب إلى المنزل ويقرؤونها مع والديهم. عندما يعودون، كانوا أكثر تفاعلًا مع القصة وكانوا يرسمون أو يلونون شخصيات الكتاب. عندما رأيت هذا التفاعل الكبير والشغف منهم، فكرتُ، لماذا لا أكتب بعض القصص بنفسي؟ كتبتُ قصصًا محلية تركز على التحديات اليومية التي واجهناها في المخيمات. كنتُ أيضًا أستخدم أسماء الأطفال للشخصيات مما جعلهم سعداء جدًا وزاد من تفاعلهم. تم نشر هذه القصص في مجلة المخيم الورقية، “الطريق”. 

وكنت بذلك أسمى( حكواتي الحي ) 

ما هو المعنى وراء اسم المجلة؟
إنه يتعلق بالتطلع إلى المستقبل، وتذكير الأطفال والشباب  بأن لديهم طريقًا يجب أن يسلكوه

 هذا بنظري لكن بنظر مديرة  المجلة اخبرتنا أن سبب الأسم  هو أن يغرسوافي عقولنا أن المخيم ليس مكان للعيش الدائم هو فقط الطريق الى الوطن . كانت ايضاً لدي مشاركة في  مجلة رقمية تسمى “الطائرة الورقية” التي نشرت قصة أفتخر بها جدًا تسمى “ذات الشعر الأصفر “. كنت سعيدة بهذه المشاركة لأنني علمت أن هذه القصص تذهب للأطفال في شمال  غرب سوريا. وهذا مهم بالنسبة لي .

كنت أقرأ كنوع من الهواية، ولكن الآن أصبحت القراءة أكثر من ذلك. لقد علمتني كيف أعيش، كيف أتواصل وأتفاعل مع الآخرين، كيف أربي أطفالي، كيف أتعامل مع الناس، وكيف أدافع عن المظلومين

حصلتِ على منحة لإطلاق مشروع في مخيم الزعتري. ما هو هذا المشروع؟
بدأت الفكرة في عام 2016. توقفت بعض الفتيات اللواتي شاركن في أنشطة القراءة عن المشاركة عندما أصبحن في سن الثاني عشر والثالث عشر وكان السبب بانهم أصبحن كبار على. حضور هذه الجلسات . شعرت بالأسف لهذا، لذا أخذت على عاتقي بدء مشاريع أخرى مثل “هيا لنقرأ” لتشجيع تعليم الفتيات

 وايضاً تقديم الدعم النفسي لهن وكان بيتي بمثابة مساحة آمنة لهن . 

واصلتُ هذا المشروع حتى انتقلتُ إلى فرنسا في عام 2022.


ثم تواصل مع مؤسس شركة إيكاترا ( إبهيجيت ) هورجل في الهند يدير شركة تكنولوجيا ونحن الأثنين أعضاء في شبكة كاتليست 2030 . اقترح أن نتعاون لتوفير وصول أفضل إلى الإنترنت في المخيم وإطلاق مشروعي بطريقة مبتكرة متناسبة مع احتياجات المخيم . 

قدمتُ طلبًا للحصول على منحة من صندوق الابتكار بقيادة اللاجئين لتمويل المشروع. قررتُ إنشاء هذا المشروع في مخيم الزعتري لأن لدي شبكة من الأشخاص هناك مثل المعلمين الذين يمكنهم المساعدة في تنفيذ المشروع. سيبدأ هذا المشروع في سبتمبر 2024، وسيكون عبارة عن منصة تعليمية قادرة على العمل على اتصال إنترنت ضعيف وستكون سهلة الاستخدام دون اتصال. 

سيقدم المشروع الخدمات للطلاب والطالبات في المرحلة الإعدادية  وايضاً للفتيات غير الملتحقات بالمدارس . 

إذا نجح المشروع، يمكننا التقدم بطلب للحصول على تمويل إضافي لدعم المزيد من الطلاب وحتى الآباء.يمكنهم الاستفادة من هذا المشروع انه مشروع مجتمعي وقابل للتكيف في الظروف الصعبة جداً.

أسماء تقود حلقة قراءة في مخيم الزعتري.

كيف تتأقلمين أنتِ وعائلتك منذ الانتقال إلى فرنسا؟ 

باعتقادي ليس من السهل  على اي شخص التأقلم في بلد ثالث وإعادة تأسيس حياة جديدة وعادة ما يعاني الأشخاص من الاكتئاب بسبب هذا . ولكن نحن كعائلة كنا نعي إلى أين نحن ذاهبون نعرف انه مجتمع مختلف عن مجتمعاتنا العربية  وأيضاً كوني امرأة محجبة كنت اتهيأ نفسياً للتعامل مع اي موقف يوجه ضدي في أي مكان .  ولكن أنا الآن اعيش في فرنسا منذ سنة ونصف تقريباً لم اواجه اي موقف يزعجني أو أي موقف عنصري اشعر بأنني أعيش مع مجتمع لطيف ويتقبل اللاجئين بشكل مريح احيانً أشعر أنني غير مفهومة بسبب عدم اتقاني اللغة الفرنسية الى الآن .

 كان الأمر أسهل على أطفالي  لأنهم اتقنوا اللغة الفرنسية  ويندمجون بسرعة أكبر.

 وانا  أعتقد أن كل شخص لديه القدرة على التكيف وقبول التغيير، إذا أراد ذلك وبذل جهد ليكون جزء من المجتمع الذي يعيش فيه .  وبالفعل أنا بدأت بذلك من خلال ذهابي للمدارس لتعلم اللغة مشاركتي في برامج دعم الأمهات المهاجرات وأيضاً قمت بتنظيم مبادرات مع تمارا ومايا في مدرستهم. وهذا ساعدنا بشكل كبير وأعتقد أنه ساعد المعلمين وايضاً الطلاب المهاجرين . على أنه من المهم أن نفهم خلفيات بعضنا البعض ونراعي الظروف التي أتى منها المهاجرين . وذلك يشجع المعلمين على تقبل التصرفات العشوائية أحيانا لبعض الطلاب ومحاولة مساعدتهم على تخطي الماضي والمضي قدماً لأجل مستقبلهم .
لا أنكر أنني افتقد حياتي المزدحمة في المخيمات وخاصة انني كنت رائدة بالعمل الأجتماعي وعلى تواصل دائم مع المجتمع والنساء والأطفال . ولكن الآن أركز أكثر على الاندماج وفهم هذا المجتمع الجديد . أكتشفت أن الحياة المزدحمة في المخيمات ليست مختلفة كثيرًا عن حياة اللاجئين في أوروبا  شعور الناس يكاد يكون هو نفسه، لذلك سأحاول تطبيق نفس الأشياء التي كنت أفعلها مع الفتيات اللاجئات في فرنسا، وخلق مساحة آمنة لهن للحديث.

 أريد أيضًا التحدث إلى أولياء الأمور. سمعت بعض القصص عن آباء يقولون إنه عندما تصل بناتهم إلى سن 14 أو 15 عامًا، يشعرون أن اوروبا ليست المكان المناسب لهن، لكنني لا أوافق على ذلك.

 لذا، أرغب في إنشاء هذا التواصل بين الأطفال وأولياء الأمور وحتى المدارس ، وبين اللاجئين والمجتمع الفرنسي.

هذه هي خطتي التي احاول العمل عليها. وبالتأكيد أصبح لدي الكثير من الأصدقاء الفرنسيين 

كيف تعملين لتحقيق هذا الهدف؟
أعمل بجد لإتقان اللغة الفرنسية، وهو أمر سيكون حاسمًا لمواصلة عملي في فرنسا. كما أنني أتعلم عن وضع أطفال المهاجرين واللاجئين، خاصة تجاربهم في النظام التعليمي هنا، حتى أتمكن من استخدام هذه المعرفة لاحقًا. 

وأيضًاً إنشاء صداقات مع المجتمع الفرنسي ولقد حدث ذلك بالفعل لدي أصدقاء رائعين احاول ايضاً أن انضم لمبادرات مجتمعية استفيد منها كفرد وايضاً بدأت بعمل مبادرات مع عدة مدارس كما ذكرت سابقاً من خلال تنظيم عروض لفيلم

(حكواتي الحي)

الأم هي أساس بناء مجتمع صحي ومزدهر. الأم هي المعلمة، هي المدرسة، وهي المجتمع بأكمله، لذا يجب أن نحرص على وجود أمهات واعيات وملهمات.

كيف يلهمكِ أطفالكِ؟


أطفالي يعطوني الأمل بهذه الحياة  وأنا كوني أمهم وملهمتهم. استمد طاقتي منهم وكوني أنجبت الأطفال بسن صغير أشعر بأنني صديقة لهم في كثير من الأحيان وخاصة لتمارا ومايا . 

 أريد أن أعلمهم ثقافتنا العربية  بالطريقة الصحيحة التي تجعل منهم أشخاص أقوياء ولديهم طموح في هذه الحياة  لا أحب عندما يبرر الناس سلوكيات معينة على أساس التقاليد العربية هذا يؤلمني مثل ما يحرمون الفتيات من التعليم بحجة العادات والتقاليد وبعد ذلك نحصل على امهات غير متعلمات وايضاً لا يعرفن حقوقهن بحجة تلك العادات وبالتالي يصبح لدينا مجتمع جاهل ومتهالك لأن باعتقادي أنا وباعتقاد الكثير من الناس وحتى بديننا  الأم هي الأساس في بناء مجتمع سليم متعافي . الأم هي المعلمة والمدرسة والمجتمع بأكمله لذلك يجب أن يكون لدينا أمهات واعيات ملهمات.

تلهمني تمارا جداً عندما أراه تخطط لمستقبلها بنفسها واراها أكبر من عمرها وأيضا لديها مصطلحات رائعة جدا غالباً عندما تقرأ كتاب تنصحني بقراءته بعدها ودائما تكون اختيارتها رائعة . وهي مهتمة جدا بعلم النفس . 

مايا تلهمني بحبها للحياة وشغفها في تعلم اللغات وحبها للسفر وخوض التجارب الجديدة وأيضاً لديها الكثير من الأصدقاء حولها وتعتبر الأصدقاء الجيدون مهمين بحياتها لأنهم مصدر لتستمد القوة منهم .

محمد يلهمني بقدرته على تجربة أي نوع طعام جديد أنه متميز بالذكاء والقدرة على التعلم بسرعة .

يحب اللغة العربية جداً .وايضاً أجواء العائلة الكبيرة .

مادلين تلهمني بهدوءها وقدرتها على تحقيق ما تريد ولكن بهدوء ودون إحداث صجيج . تتميز بإناقتها واهتمامها بترتيب اشياءها 

أحاول الاستفادة وأخذ صفة أو عادة جيدة من كل شخص اعرفه أولادي هم أيضاً ملهمين لي وايضاً يساعدوني في مسيرتي المهنية .

الكاتبة: نسرين يوسف
المترجمة إلى العربية: جوانا عنز

مقالات ذات الصلة

Leave a Comment

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. قبول Read More

Privacy & Cookies Policy