كلوديا جشويند مصورة سويسرية ابدعت بنقل الحكايات البصرية. تدور أعمالها حول مسائل الهوية والثقافة والعلاقات الإنسانية، وتدور رحى أعملها على المستوى العالمي، باحثة عن الإلهام في مجتمعات مختلفة.
من سيرك خيري سويسري في السنغال ولبنان وتركيا، إلى التعاون مع عالم علوم إنسانية لدراسة تقاليد قبيلة محلية في الأمازون البرازيلية، ومن عمل في منظمة إلى معاونة صحفي في أخذ الصور المقابلات مع موسيقيين في المملكة المتحدة وهولندا. فضولها الدائم يقودها إلى قصص جديدة، حيث تركز على لحظات الحضور مع من تلتقط صورهم. حصدت سلسلتها عن فرقة السيرك السنغالية “بورتريه الإنسانية” جائزة مجلة التصوير الفوتوغرافي البريطانية لعام 2022، وعُرضت في ملبورن والهند ولندن.
هذا معرض لوحات لفرقة سيرك “سن سيرك” في داكار، السنغال. تقول كلوديا: “في يناير 2021، سافرت مع جمعية خيرية سويسرية لتوثيق تسليم تبرعهم بحاوية مليئة بمعدات السيرك.”
في عام 2010، اُجيزت “سن سيرك” من قبل السلطات العامة المهتمة بهذا المشروع الاجتماعي التعليمي، فانبثقت أول مدرسة للسيرك في السنغال.
فرقة سيرك “سن سيرك” في داكار
أسسها سبرك “سن سيرك” مودو توري، والذي قضى طفولته كمتسول. يسعى مودو اليوم لمساعدة من عاشوا ظروفًا مماثلة لظروفه.
في كل عام يشد الأطفال السنغاليين رحالهم من القرى إلى المدن لدراسة القرآن ليجدوا أنفسهم معدمين وفي حاجة إلى المال والطعام، ويصبحون متسولين. هذا سبب من الأسباب الذي قام فيه مودو بإنشاء السيرك، ليكون مصدراً للإلهام والثقة والترفيه.
صار “سن سيرك” اليوم وجهة يقصدها يوم ما يزيد عن ثلاثون فنانًا يتدربون في خيمتهم بدكار. يدير مودو ورفاقه مشاريع خيرية في المستشفيات والمؤسسات في المنطقة، مثل “إمبراطورية الرضع” و”البيت الوردي”، حيث تسكن النساء مع أطفالهن، لاجئات من ظروف عسيرة.
هذا مجتمع بُني على الصمود، ورفقة شباب يواجهون آلامهم المشتركة بإقدام، ويستمدون قوتهم من قدرتهم على التغلب عليها معًا.
سهل البقاع، موطن سيرك بولبان
سهل البقاع معروف بحرارة وجفاف صيفه وبرودة وأمطار (وأحيانا، ثلوج) شتاءه. يغطيه بساتين الزيتون وحقول القمح وكروم العنب والتين والرمان، ويُعد بفضل تربته الخصبة أهم منطقة زراعية في البلاد.
بفعل الحروب وبسبب التقلبات وظروف لبنان الاقتصادية والسياسية (ما يعانيه بعض المزارعين حتى اليوم) فقد هاجر جمع كبير من سكان الوادي إلى المدن الساحلية أو إلى خارج البلاد، وغالبهم استقر في أمريكا وأمريكا الجنوبية وأستراليا
سيرك بولبان، بقاع لبنان
عرضت كلوديا أعمالها التصويرية مع سيرك بولبان في معرض فوتو لندن 2024 بهدف زيادة الوعي حول المبادرة الشبابية الداعمة لمجتمع اللاجئين في بقاع لبنان. يسعى سيرك بولبان إلى العمل مع أطفال قادمون من مجتمع زراعي لإطلاق طاقاتهم الإبداعية وخيالهم في داخل خيمة السيرك وتمكينهم من التعبير عن أنفسهم بحرية وإضافة وجهات نظر جديدة.
بصورها المعبّرة، ترسم جشويند صورةً حية لقدرة السيرك ببث روح الفرح وتبديد مشاعر الوحدة وإعادة الإحساس بالحياة الطبيعية للاجئين. لا يقتصر دورها على توثق عروض السيرك، بل تقوم بإبراز أثر هذه المبادرة العميقة على المجتمع الذي تخدمه.
تمت المقابلة بواسطة : سيليست ميلجار
صور بواسطة: كلوديا جشويند
