شهادة للصمود والابتكار
كان التعاون الإبداعي بين “قصتنا” وجمعية “المدرسة في المستشفى”، بقيادة الموهوبة مروة مناعي، استكشافًا عميقًا للسرد القصصي وإمكانياته كأداة للتوعية المناخية.
تقول غادة عبّاس من “المدرسة في المستشفى” (مدرستي في المستشفى)، المنسقة الرئيسية لهذا المشروع في تونس: “منظمتنا تعمل مع الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة أو خطيرة، ونوفر لهم الدعم النفسي خلال إقامتهم في المستشفى من خلال أنشطة مختلفة باستخدام سحر الفن. كان مشروع “أحلامنا الطائرة نحو المستقبل” بالضبط هو ما نبحث عنه، حيث يمزج بين السرد والتعليم. يستمتع المشاركون بالابتكار من خلال المواد المقدمة”
تشرح غادة: “هؤلاء الأطفال يمرون بظروف صعبة وألام كبير، ومن خلال هذا المشروع، تمكنوا من تحويل معاناتهم إلى فن ومنحه معنىً.”
“أحلامنا الطائرة نحو المستقبل” هو شهادة على صمود وابتكار هذه القلوب الصغيرة. من خلال توجيه خيالهم، ينفتح الباب أمام ابتكارات جميلة في المستقبل. هذا المشروع مستدام بأكثر من طريقة، فمنذ التدريب الأول مع “قصتنا” في أكتوبر ٢٠٢٣، أجرى فريقنا من المتطوعين هذه الورشات ٢٢ مرة في ثلاثة مستشفيات: مستشفى شارل نيكول، مركز زراعة الأعضاء في تونس، ومستشفى منجي سليم.
شارك ١١٠ طفلًا بحماس كبير ونحن ملتزمون بهذه القضية ونتطلع إلى توسيع البرنامج ليشمل المزيد من المستشفيات. نريد أن نجعل “أحلامنا الطائرة” واقعًا، حتى يتمكن أطفالنا من العيش في عالم أكثر خضرة.
مروة مناعي، كاتبة مسرحية ومخرجة وممثلة موهوبة من تونس، قدمت خبرتها لمجموعة من المتطوعين الشباب الملتزمين بالعمل مع الأطفال في المستشفى. تخرجت من المدرسة العليا للأساتذة في تخصص اللغة الإنجليزية، الأدب والحضارة، وهي أستاذة مساعدة في جامعة تونس. ثم تخرجت من المدرسة الوطنية للفنون الدرامية تحت إشراف المخرج الرائد فاضل الجعايبي.
تم اختيارها للانضمام إلى المسرح الوطني التونسي للمشاركة كمساعدة مخرج وممثلة في “عنف” (٢٠١٥)، ثم كممثلة وكاتبة مشاركة في “نوافذ” (٢٠١٦) للمخرجة رجاء بن عمار، وكما شاركت كممثلة في “مخاوف” (٢٠١٨) للمخرجين فاضل الجعايبي وجليلة بكار.
من خلال تدريب مكثف يتألف من جلستين حول تقنيات السرد، هدفت هذه المبادرة إلى إدخال البهجة والإلهام إلى قلوب المرضى الصغار مع التركيز على مواضيع بيئية مهمة. وكانت النتيجة مزيجًا مؤثرًا من التعبير الفني والتعليم، مما يظهر القوة التحويلية للسرد في تعزيز الصمود وإلهام الوعي البيئي بين الساردين وجمهورهم الصغير.
تم تنظيم هذه المبادرة من قبل معهد المناظرات الدولية بقيادة إلياس جرموزي، بهدف إنشاء منصة دولية للقادة الشباب للنقاش والتواصل حول القضايا العالمية، وتبادل الحلول واقتراح بدائل لعالم أفضل.
في عام ٢٠٢٤، تلتزم “قصتنا” بتوسيع تأثيرها عبر الحدود، وتعزيز الروابط الثقافية المتبادلة وتكثيف الأصوات المتنوعة. نهدف إلى تعزيز التعاون مع منظمات متشابهة التفكير في الجنوب العالمي، لإنشاء شبكة مكرسة للحفاظ على السرد الثقافي والاحتفاء به. من خلال تبني التجارب المشتركة، نسعى لتجاوز الحدود الجغرافية، وتعزيز الوحدة والتفاهم من خلال السرد القصصي. ومن خلال هذا التوسع، تتصور “قصتنا” جهدًا جماعيًا للتصدي للتحديات المشتركة، والاحتفال بالتنوع، وتمكين المجتمعات حول العالم. معًا، نسعى لبناء منصة عالمية حيث تتردد القصص بشكل عالمي، مما يعزز التعاطف والتقدير والتواصل الأعمق بين الناس من مختلف أرجاء العالم.
ترجم إلى العربية بواسطة : إسراء حسام الملاحي