باتشا هي منظمة تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. تحدثت قصتنا إلى الفريق المؤسس حول إطلاق مجلة هندباء، وهي مجلة تعالج قضايا المرأة النازحة.
في البداية، ما هو سبب اختيارك موضوع المجلة ألا وهو حقوق المرأة في ظل النزوح؟
تجسدت فكرة “هندباء” من خلال سلسلة من المناقشات بيننا نحن مؤسسيها. في تلك المرحلة، كنا نعمل على ابتكار شيء يمكن أن يدعم معاييرنا الفنية، لكن كان لدينا أكثر من موضوع أو مشكلة نود تسليط الضوء عليه.
كما يتضح من الأعداد التي تم اصدارها أننا قررنا التركيز على حقوق المرأة النازحة وذلك من خلال توثيق الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة النازحة بشكل يومي، وبخاصة أن ه هذه المشكلة مهملة ولا يتم طرحها في الاعلام. طبعا هذه المشاكل موجودة في كل المجتمعات، ولكن موجودة بشكل أكبر في المجتمعات غير المستقرة سياسيا واجتماعياً، مما يجعل الحاجة إلى معالجتها ملحة.
في مجلتنا نقوم بطرح ومعالجة قضايا حقوق المرأة من منظور مختلف. بدلا من اعتبار هؤلاء النسوة ضحايا غريبة أو أشخاص غير معروفة نحاول أن نجعلهم أشخاص قريبة منا وشخصيات نواجها في حياتنا اليومية وذلك من خلال تجسيدهم في القصص الكرتونية.
ماهي الرسائل التي تود أن توصلها للجمهور من خلال الشخصيات المصورة في مجلة هندباء؟
تجسد المجلة شخصيات مختلفة يعكس كل منها مجموعة متنوعة من السمات وتأتي من خلفيات مختلفة. على سبيل المثال، رغد، إحدى بطلات القصص، غير سعيدة بزواجها، بينما تواجه حالة من عدم اليقين بسبب نزوحها وعدم امتلاكها أوراق رسمية. ومع ذلك فهي تطمح إلى حياة أفضل لكنها تحتاج إلى مساعدة لتحقيق أهدافها.
أماني، من ناحية أخرى، محامية تحاول مساعدة النساء والعائلات، وتتحدى المؤسسات التي لا تراعي هذه القضايا. عندما التقت أماني برغد أصبح لدبها نوع من التحدي لمساعدة رغد في الوصول الى حياة أفضل
تعكس الشخصيات الموجودة جوانب مختلفة من حياة المرأة النازحة ونعالج مشاكل تتعرض لها المرأة بشكل يومي على سبيل المثال من خلال عملها.
كيف تقومون بإيصال هذه الرسائل خطوة بخطوة عن طريق الرسوم الكرتونية؟
حسنًا، تعد الرسوم الهزلية بالطبع خيارًا رائعًا لرواية القصص. وهي مناسبة بشكل عام للسرد أكثر من العديد من وسائل الإعلام الأخرى. كما أنها فريدة من حيث أنها توفر لنا حرية الحركة: فهي تتيح لنا، جغرافيًا، أخذ شخصياتنا إلى أي مكان! لديك الحرية في الانتقال من مكان إلى آخر على الفور، وبسهولة نسبية. لهذا السبب في حين أن القصص التي نرويها قابلة للتوثيق وواقعية، فإن الطريقة التي نقوم بها ليست كذلك بالضرورة.
فضلنا اختيار القصص المصورة لأننا جميعًا نحبها. معظم أعضاء فريقنا هم من المتحمسين للقصص المصورة الذين يشاركونهم الرغبة في رؤية شخص يتحدث لغته، ويتعامل مع مشكلاتهم من خلال وسيط يحبونه.
هل يمكنك أن تشاركنا كيف تطورت عمليتك الإبداعية، وما هو أكثر شيء تفتخر به كفريق؟
هناك العديد من الأشياء التي يجب أن تشعر بالفخر حيالها، فعملية الإنتاج نفسها مرضية لأسباب عديدة. نعمل كخلية النحل فكل فرد في الفريق له دور محدد يقوم به بالتناغم مع باقي الفريق. نتمتع بروح الفريق ونعمل بشكل جماعي شعور في اتخاذ القرارات الإبداعية ، وسرعان ما ظهرت ديناميكية فريق مرنة. نأمل في الحفاظ على هذا التوازن بين الاحتراف والسيولة الفنية مع المضي قدمًا في هندباء.
قبل إصدار كل مجلد جديد، نكون مجموعة من النساء اللواتي تعكس تجاربهن الحياتية قصصنا المصورة، أو قادة في هذا المجال. شاركت العديد من مجموعات الدعم النسائية معلوماتها القيمة معنا، مما ساعدنا على فهم هذه المشاكل بعمق وتكون لدينا رؤية واضحة عما يجب التعامل معه …… كانت هذه المعلومات أساس قصصنا. كان جمع التعليقات والمعلومات الدقيقة دائمًا جزءًا مهمًا من عمليتنا حتى نتمكن من تقديم منظور حقيقي لجمهورنا.
كيف تشارك عملك مع جمهورك، وكيف يتم استقباله؟
نعتمد كليًا على النشر عن طريق الانترنت – لا توجد نسخ ورقية من مجلتنا. كانت وسائل التواصل الاجتماعي والكلمات الشفهية مفيدة في توسيع نطاق جمهورنا. اعتمدنا على الأشخاص الذين يحبون منشوراتنا ويشاركونها على صفحاتهم. واجهنا صعوبات بسبب القيود المفروضة على وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا، ولكن قمنا باجتياز هذه الصعوبات عن طريق صياغة استراتيجيات للتعامل مع هذه القيود.
فيما يتعلق بكيفية تلقيه، كانت ردة الفعل ايجابية كما أن العديد من النساء في منتصف العمر قلن أنهن مررن بتجارب مماثلة مما يعني أننا نقلنا الواقع الى حد ما.
أخيرًا، أين تأمل أن تأخذ هندباء في المستقبل؟
هندباء هي جزء من مؤسسة اجتماعية أكبر تسمى باتشا، وبالتالي فهي مجرد أحد جوانب العمل الإبداعي الذي نشارك فيه. لقد أصدرنا مؤخرًا برنامج اذاعي يسمى (حجرات)، يناقش قضايا المرأة المتعلقة بالعيش المستقل. يبحث البرنامج في العوامل المادية والاجتماعية مثل أسواق العقارات والإيجارات والتحيز الذي يمكن أن تواجه المرأة مما يجعل انتقالها الى الاستقلالية أكثر صعوبة. نأمل أن نتوسع وتنتشر أعمالنا في منابر اعلام أخرى.
🌿
أجرى الحوار: فيديكا منداباتي