و أخيرا رن جرس الانصراف من المدرسة. انه وقت الخروج من المدرسة و الذهاب للمشي في منطقة الوسطى و من ثم التجول في المدينة. انها ليست أيام عادية. إنها أيام عيد الميلاد في القامشلي. يأتي الكثير من الزوار الى مدينة القامشلي لمشاهدة زينة عيد الميلاد. كيف بي وأنا من أهل القامشلي.
انا وصديقتي ريتا لا نطيق الانتظار من عام لعام لنشهد أجواء عيد الميلاد المجيد. المضحك في الامر انني مسلمة و لكن فرحتي انا و عائلتي بقدوم عيد الميلاد و الأجواء الاحتفالية المفرحة يمكن أن تفوق فرحة جيراننا المسيحيين.
ندخل منطقة الوسطى المعروفة أن أغلب سكانها من المسيحيين بكل حماس و نبدأ بالتوقف عند عند كل منزل على حدا بحيث نتأمل واجهات المنازل المزينة بزينة عيد الميلاد المبهجة. من أجمل أنواع الزينة و الذي كان يستوقفنا لوقت طويل هي المغارات الصغيرة على أبواب المنازل. اعتاد سكان المنطقة على صنع مغارات صغيرة للتعبير عن مكان ولادة المسيح. كانت المغارات اعمال فنية بجدارة حيث كنا نقارن المغارات ببعضها و نتفق على المغارة الأجمل في الحي و نتكلم مطولا عن كل تفاصيل الزينة
لا ننسى قبل العودة للمنزل تخصيص وقت للمرور بشارع السوق التركي حيث نشهد كرنفال آخر عن الأطعمة الخاصة باحتفالية عيد الميلاد. أكوام الفواكه المجففة القادمة من تركيا للمنطقة و المكسرات تكاد تكون في كل مكان و كأن السماء قد أمطرت بما لذ و طاب. لطالما انتظرنا هذه الأيام لذلك أنا و ريتا وفرنا بعض النقود من مصروفنا اليومي لمثل هذا اليوم. أنا سعيدة بكوني املك النقود لشراء التين المجفف و ما يسمى الحريرة و السجق و الفستق الحلبي الطازج اللذيذ.
نخرج من السوق للذهاب الى المنزل لنرى أشجار الميلاد بكل مكان حولنا . على الشرفات وأمام المنازل مزينة بالاضواء و بعض الشموع و صور السيد المسيح. أنا أسفة لان اغلب الاشجار يتم قلعها من المشتل القريب من الحي و لكن أتمنى أن يتم تعويضها بشجيرات جديدة.
أدخل إلى منزلي لأجد أمي قد أخرجت شجرة عيد الميلاد الخاصة بنا من سقيفة المنزل لتوظيبها وتعليق الزينة عليها من جديد كما كل عام
نبدأ انا و صديقتي ريتا بالتحدث عن الزينة و مقارنتها ببعضها البعض. و لا أكف عن التباهي بزينة شجرتنا و بيتنا و الاضواء.
بصراحة كانت دائما زينة منزلي اجمل من زينة منزل ريتا و لكن للاسف ما يميز العيد في منزل ريتا هو حضور بابا نويل مع الهدايا كل عام و لكن للأسف لا يأتي لمنزلي. يوما ما شاركت مشاعري مع صديقتي ريتا. أخبرتها عن مدى تفكيري بشخصية بابا نويل و كم حلمت أن يأتي الى منزلي و يترك لي هدية. ريتا تعاطفت معي كثيرا و وعدتني انها ستحاول اصطحابي إلى الكنيسة لحضور بعض النشاطات و مقابلة بابا نويل. انا سعيدة جدا لسماع ذلك.
إنها أجواء ساحرة من اكثر الايام حماسية خلال العام. و خاصة ان بعد انتهاء عيد الميلاد سنبدأ بالتحضير لعيد رأس السنة. ليلة رأس السنة ستكون ليلة حرفيا جنونية كالعادة. أنا متحمسة للغاية.
أنيمار السالم
🌿