Image default
Home » حلم أبي
الفنون هوايات

حلم أبي

افضل الرقص التعبيري والرقص المعاصر، تعلمت الرقص الباليه الكلاسيك ، والرقص المعاصر في سنواتي الدراسية في المعهد العالي للفنون المسرحية.

رقص الباليه هو عشقي ، الوسيلة الاولى والأوفى التي أعبر بها عن مكنوناتي ومشاعري ، اصل الى ذاتي بالرقص. بدأت أتدرب على قواعد الباليه الاساسية عن طريق نادي رياضي متواضع في الحي سجلني والدي فيه رغم ان اشتراكه كان باهظ الثمن. نشأت في منزل في مدينة صغيرة بريف دمشق. منزل ٌيحب الفن ويهتم بتفاصيله ، كان والدي يتابع اخبار الفن العالمية منذ شبابه وكان يحلم بأن يحظى بطفلة لكي يراها راقصة باليه عندما تكبر. كنت في السابعة من عمري عندما بدأت واستمريت بتعلم قواعد الباليه بطريقة غير احترافية الى ان وصلت لسن ال 18 حيث تخرجت من الثانوية العامة والتحقت بأكاديمية الرقص في دار الاوبرا في دمشق واتخذتها كدراسة جامعية ، بعد ان كنت قد ابدعت بالرقص في صغري بالمهرجانات الصغيرة والاحتفالات العامة ، بدعم من والدي وبرغبة شديدة مني.

لم اواجه صعوبة في تعلمه لان جسمي يحرر مشاعري ويساعدني دائما على التفاعل معها ، كما ان معلمتي كانت تساعدني قدر الامكان لأتمكن من التطور بسرعة وتهيئني لكي لا اواجه صعوبات. بدأت تعلم انواع جديدة من الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية، جامعتي ،  كالرقص المعاصر والجاز وعلم الحركة ، كنت اعشق ذاك المكان الذي حررت به جسدي وعبرّت عن كل مايجول بقلبي وبمشاعري وانا بقمة سعادتي وحزني .  قدمت عروضا راقصة ومسرحية عديدة في سوريا في دار الاوبرا وبالمسارح المتواضعة وكنا نحصل على اعجاب العامة، وتقدير الفنانين جمعيا.

عندما ارقص تنتابني مشاعر صادقة نابعة من القلب. أصل لقمة المتعة عند انتهائي من تعبيري مشاعر رائعة تجتاح كياني كلما عرضت جسدي لمغامرة رقص جديدة. يشعر الاخرون بالروعة كلما صادفو راقصا يعبربجسده عما بداخله في مجتمعي ، يشجعون ، يحترمون ، ويحتفون بنا ، كما انني احظى إطراء خاص حيث انه قيل لي ذات يوم من احد اصدقائي :  حين يبكي جسدك تبكي وعيوني وكلما حلقتي كفراشة تلامس سعادتك روحي. كلمات كهذه المسني وتحفزني دوما للتقدم. ولكنني قد توقفت عن الرقص والدراسة  عندما توفي والدي منذ اشهر , حيث تعرضت للتهديد أنا أيضاً.  فاضطررت للتخلي عن معهدي وعن سنتي الدراسية الثانية  واتيت الى تركيا لاحظى بمكان آمن استطيع فيه ان اتابع حلمي بالرقص،  والوصول للعالمية لاثبت للعالم بانني راقصة عربية من دولة عربية “سوريا”  ولكي احقق حلم والدي الذي فقدته ………

لم يخيل لي شخص محدد عندماكنت ارقص، فمشاعري تنساب بجسدي مع الموسيقا.لكن الان وبهد كل ماحدث في حياتي عندما ارقص المشاعر الطاغية على حالتي الراقصة هي الحزن. فوالدي لا يفارق مخيلتي كلما شعرت برغبة بالرقص حزنا.

مقالات ذات الصلة

Leave a Comment

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. قبول Read More